أيتها الدماء المباركة ،
التى تفجّرت من أصابع الخالق فى التكوين الأول ؛
لتلامس – فى عظمة المجد - : خلايانا ، وتمّدها بسر الحياة السحري !
اسمحي لنا ،
أن نتفرس فى وجهك المتألم الغاضب ،
من أجل سكيب الدم : دم الحيوان ، ودم الإنسان ، ودم الله .
وأن نتقدم منك بألف اعتذار ، واعتذار ...
الاعتذار ، عن : آدم ..
- الذى تجري دماؤه فى كل شراييننا - ؛
لأنه بالمعصية : دنسك ، وأذلّك ..
وبالمعصية :
استباحتك الخطية ، وأهدرتك ..
- رغم صرخاتك – على التراب الأحمر ..
نعم ، أهدرناك ..
ولم نخشَ حتى : " ولىّ الدم " !
الاعتذار ، عن :
.. دم هابيل ، الذى أبتلعته الأرض !
.. ودم نابوت اليزرعيلي ، الذى لحسته الكلاب !
.. ودم الجليليين ، الذين خلط بيلاطس البنطي دمهم بذبائحهم !
.. ودم آلاف الأطفال ، الذين ذبحوا بسيف هيرودس !
.. ودماء الأنبياء ، والرسل ، والمؤمنين ، التى أهرقت من أجل إيمانهم !
.. ودماء المسيح ، التى تدفقت مدراراً من جراحاته المقدسة !
.. وأنهار الدم التي لا تزال تجري وتجري من منابع الأحقاد والكراهية ، و المنازعات والحروب!
بل ، والاعتذار عن دماء الحيوانات الطاهرة ..
- فمع أنها قبلت طواعية أن تكون : ظلاً للجوهر ، ورمزاً للمرموز إليه - ،
إلا أننا نعتذر ، مرتين :
مرة عن :
.. دم الحيوان ، الذى ذبحه الرب ليستر عري أبوينا الأولَين !
.. والدم الذي قدمه نوح تحت ألوان قوس قزح !
.. ودم الكبش ، الذى قدمه إبراهيم فداء لابنه اسحق !
.. وكل ذبائح خيمة الإجتماع !
ومرة أخرى :
من أجل إهانة قيمة الدم على مذابح الإله المجهول !
*** *** ***
أيتها الدماء المباركة ! ..
نعترف بأن كل اعتذاريات الكون لا تكفي ...
ولكنكِ ..
- وهذا هو رجاؤنا – .
- وهذه هى تضرعاتنا – .
أن تسامحي ، وأن تغفري ...
إذا ما جعلنا دم حمل الله الكامل النقاء ،
يسري في قلوبنا ؛
لنغلب به كل شهوة للطعن ، والذبح ، وسفك الدماء .