الأرض ، هي : مملكة الموت المألوفة .
والقبر ، هو : بيت ميعاد كل حى .
قبر يبنى فى بساطة ونقاوة أصلية تحت ظلال الخشوع ،
ننزع إلى رؤياه فى وهج الحنين .
ونقرأ شواهده الكتابية للذكرى ،
.. والاعتبار .
وقبر يبنى ، فننظر إليه ونتفحصه جيداً فى الجمال الأبدى للتحفة الفنية الرائعة ..
- وكأن الإنسان يضفى على موته المعنى الذى يريده !
،...،...،...
دخلت بعض القبور التاريخ من أعرق أبوابه ..
كهرم : " خوفو " ، بالجيزة بمصر .
وضريح : " تاج محل " ، باكرا بالهند .
حيث الصرح المعمارى ،
الذي يبهر العين ،
ويسحر القلب ،
وينطق بالعراقة ، والعظمة ، والجلال .
وحيث أجساد المشهورين ،
وهم يرقدون فى جمال شعري خلاب ،
ووراءهم صاحب مخيلة تزخر بالحياة !
ولكن أبهاها ، وأمجدها ..
ذلك الذي فى أورشليم القدس .
حيث يوجد قبر القبور ..
منحوتاً في صخرة صلبة في جلال وعزة ..
ومع بساطته العظيمة ،
يضجّ بالأحاسيس المهيبة السامية ،
التي مبعثها : كونه قبراً فارغاً لا يحتوي على جسد المصلوب ؛
لأنه قام من الاموات .
ليكون مناط آمال البشر ، وأساس إيمانهم ..
تتوارد إليه طوائف الناس ؛
لتقر بلاهوت ذاك الذي حل فيه بضعة أيام ،
ولم يستطع الموت أن يقهره !
إنه القبر الواحد الوحيد ،
الذي أمامه تخر ساجدة جباه العابدين ،
وكل من ينحدر إلى التراب .
وإليه سترنو الأمم بأنظارها ،
حتى يعود صاحبه في آخر الأزمان ،
فيقوم بازائه ويدين أمامه جميع البشر .
،...،...،...
إن عظمة قبورنا فى تصميماتها الأبدية ،
التي تخلب الأنظار ،
وتؤكد على خيالنا الذاهب في السماء .
أما عظمة قبر المسيح ،
أنه قبر فارغ ..
لا توجد بداخله سوى ذكريات النصرة المثيرة ..
وسيظل ماضي القبور يمتزج جنباً إلى جنب مع حاضرها الواعد فى القبر الممجد ..
فإن كانت قبورنا جزء من حياتنا !
فإن قبر المسيح هو كل حياتنا !