بركات الإيمان بالفداء
لقد أكمل المسيح عمل الفداء وصار كل شيء معداً للاقتراب إلى الله والتمتع بكل بركاته. وليس على الإنسان إلا الإيمان بكمال الفداء الذي أتمه المسيح لأجله شخصياً. وما أكثر، وما أعظم البركات التي ينالها المؤمن. الواقع أنها "كُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 1: 3) ولا يسعنا الوقت لتعداد هذه البركات ولكننا نذكر منها ما يأتي:
غفران الخطايا، التبرير (كأن المؤمن لم يفعل ذنباً على الإطلاق)، الولادة الثانية (أي الحصول على طبيعة جديدة طاهرة)، عطية الروح القدس ليسكن في المؤمن، وبه يميت أعمال الطبيعة الفاسدة، وينتج ثمار الطبيعة الجديدة. كما أنه بالروح القدس يقدم الصلاة والعبادة المرضية لله "السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ" (يوحنا 4: 23).
وهكذا تأتي نفس المؤمن إلى الله ساجدة متعبدة لتتمتع بالشركة معه كالأب المحب، ولها اليقين بأنه عندما يأتي المسيح ثانية تكون معه في المجد في بيت الآب (يوحنا 14: 3) أما الطريق الصحيح فهو الذي سلكه هابيل أخوه إذ بالإيمان قدم لله ذبيحة من أبكار غنمه ومن سمانها وفي هذا رمز لضرورة الفداء والكفارة كما سنرى.
(**) لا بد من الإشارة هنا إلى أن آلام الصليب والموت قد وقعت على طبيعة المسيح الناسوتية لأن اللاهوت منـزه عن الألم والموت كما هو مكتوب "الذي وحده له عدم الموت" (تيموثاوس الأولى 6: 16). ولكن لا تبرح عن بالنا هذه الحقيقة: إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة: حتى وهو معلق على الصليب. وهذا ما يعطي لكفارة المسيح قيمتها اللانهائية غير المحدودة