كثيرا ما نشاهد حالات ضعف السمع والصمم عند الأطفال، وهي حالات تحتاج إلى تدبير طبي وتربوي واجتماعي، لمواجهة المضاعفات والآثار السلبية التي تسببها إصابة السمع، هذه الحاسة النبيلة، على حياة أطفالنا ومستقبلهم، فهي تؤدي إلى صعوبات في التواصل اللغوي والاجتماعي، والتعليم، وربما عدم القدرة على الكلام والتخاطب في حالات نقص السمع الشديدة، لذلك نحرص، وفي كل مناسبة، أن نذكر بأسباب ضعف السمع، وسبل الوقاية، التي تبقى دائما خير من قنطار علاج.
ويمكننا توزيع الأسباب على ثلاث مراحل، وهي المرحلة قبل الولادة، والمرحلة حول الولادة، والمرحلة بعد الولادة.
في المرحلة قبل الولادة، نجد العوامل الوراثية والعائلية وهي من أهم الأسباب وفق الدراسات الإحصائية الحديثة، أما الأسباب الأخرى فقد أصبحت بفضل التطور في الوعي والخدمات الصحية أقل أهمية وذلك مثل : تناول الحامل بعض أنواع الأدوية، أو تعرضها للأشعة خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو إصابتها ببعض الأمراض كالحصبة الألمانية، والحميات الشديدة أو الإنسمام الحملي.
أما المرحلة حول الولادة، وهي تشمل المرحلة التي تمتد من فترة ما قبل الولادة بشهرين، إلى ما بعد الولادة بشهر، وعوامل الخطر في هذه المرحلة تنجم عن حالات الإزرقاق ونقص الأكسجين، الولادات العسرة، اليرقان وانحلال الدم، وحالات الولادة قبل إتمام مدة الحمل (الخداج). وقد قلت هذه الأسباب مع تطور الخدمات الصحية.
وفي المرحلة بعد الولادة، والتي تنجم عن بعض أمراض الطفولة كالحصبة، النكاف (أبو كعب)، التهاب السحايا والدماغ، والحميات الشديدة. كما يمكن أن تنجم عن الحوادث ورضوض الجمجمة، التسممات ببعض أنواع الأدوية، هذا بالإضافة إلى التهابات الأذن الوسطى ومضاعفاتها، والتي تؤدي إلى نقص سمع تدريجي خاصة عند الأطفال. ومن الأسباب الأخرى التي تزداد في وقتنا الحاضر التعرض المتواصل للضجيج والذي يؤدي إلى ضعف السّمع، لاسيما مع تقدم السن.
هذا وتبقى بعض حالات الإعاقة السّمعية غير معروفة السبب.
ولابد أن نقول في هذه العجالة أن للأسرة دور كبير في الوقاية والكشف المبكر، الأمر الذي يدفعنا للاهتمام بها وتقديم كل التوعية والمشورة اللازمين من أجل حماية فلذات أكبادنا، وشباب المستقبل، وحتى ينعم أطفالنا بوافر الصحة
موضوع: اسباب ضعف السمع عند الاطفال! 
الجمعة سبتمبر 24, 2010 6:09 am
