الشباب بين المستقبلين الأبدي والزمني (3)
فكيف يواجه الشباب المؤمن بالمسيح هذا المستقبل ؟؟
لنيافة الأنبا موسي اسقف الشباب
يستطيع الشباب أن يقتنى أربعة
مفاتيح فى مواجهة المستقبل:
1 مفتاح الإيمان
2 مفتاح القناعة
3 مفتاح الابتكار
4 مفتاح التميز
ا- مفتاح الإيمان:
بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 6:11 ) لأن الإيمان -ببساطة هو الثقة فى الله، واليقين الكامل، أنه وعد وأنه قادر أن يحقق وعوده. الإيمان هو أن تفتح حياتنا على حياة الله، وقدرتنا المحدودة على قدرته اللانهائية. الإيمان يعطينا إمكانيات فائقة، ليس بسببنا بل بسبب محبة الله، وحكمته وقدرته. إن الله يحبنا أكثر من مما نحب أنفسنا، وهو حكيم يعرف ماذا يصلح لنا وماذا يبنى حياتنا فى الأرض والسماء، وهو قادر على كل شئ. لذلك فإن كان كل شئ مستطاع لدى الله (مر. 27:1 )، فإن كل شئ مستطاع للمؤمن (مز 9 :3 2 )، لأن المؤمن هو - ببساطة إنسان يسكن فيه الله. من هنا كان الرسول بطرس يهتف قائلأ: فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا (رو 7:8 3)، وكان دائمأ
يقول: أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى (فى 4 :13 ).
يجب أن يدخل الإنسان إلى ظروف الحياة، واشكالاتها واحتياجاتها، ومصادماتها وهويهتف جعلت الرب أمامى فى كل حين لأن عن يمينى فلا أتزعزع (مز 8:16 ). المؤمن يبدأ إيمانه نظريأ - بالمعلومات- إذ يقرأ ويعرف عن الله ووجوده، وأقانيمه وكمالاته وتجسده، وفدائه وإنجيله وكنيسته... إلخ. ثم يحول المعلومات إلى وجدانات من خلال تكوين عشرة حب يومية، وصلاة مستمرة، فالرب كما يطلب منا المعرفة أ نموا فى النعمة والمعرفة ( 2 بط 3: 18 )، يطلب منا الحب يا ابنى أعطنى قلبك (أم 26:23 ). ومن ثم يتحول الإيمان من معلومات إلى وجدانات ثم من وجدانات إلى سلوكيات، حياة علمية أمينة، واختبار يومى متجدد، فيعيش الإيمان العامل بالمحبة (غل 6:5 )، لأن إيمان بدون أعمال ميت (يع 2 : 20 )... إنه مفتاح الخلود، والنجاح والمستقبل... أن نحيا الإيمان كمعايشة يومية ومرافقة إلهية، وليس كمجرد نظريات.
2- .مفتاح القناعة:
فالإنسان الذى دخل إلى حياة الإيمان بالله، يدخل إلى عالم الكنز غير المحدود، وحيث يكون كنزك
هناك يكون قلبك أيضا (مت6 :21) الانسان المؤمن يحيا القناعة التي قال عنها الكتاب التقوي مع القناعة تجارة عظيمة (1تي 6 :6 ) كونوا مكتفين بما عندكم (عب 13 : 5 ) اذا يكون لنا الكفاف في كل عمل صالح
(القداس الباسيلي عن الاية 2 كو 9 :8 ) والقناعة لاتعني الكسل او الركود او عدم انماء الموارد
واستثمار الوزنات، سواء الروحية أو الفكرية أو المادية أو العلمية... فهذا كله مقبول إذا ما تمت تنميته فى روح المسيح، وأمانة المبادئ وعدم الطموح الذاتى وتمجيد الله الذى قال: بدونى لا تقدرون أن تعلموا شيئأ (يو 5:15 ).
3 - مفتاح الابتكار:
لم يعد من المناسب أن ينتظر الشباب طابور القوى العاملة المتعطل، ولا حتى وظيفة حكومية أو قطاع عام. حتى وظيفة القطاع الخاص ليست الحل المثالى. الحل المثالى هو المشروع الصغير الإنتاجى الذى يكبر، ويكبر الشباب معه، فيصير شيئأ مجزيا، يقدر أن يعاونه على إيجاد سكن، والارتباط بشريك حياة، بل وتقديم حياة كريمة لأسرته، وتزويج أولاده فيما بعد. إنه أمر يحتاج إلى تغيير ذهنية شبابنا من الوظيفة إلى العمل الحر يتخلى عنها لغيره. إن روح الابتكار هى المطلوبة الآن فى عالم الخصخصة والعولمة والكساد.
4 - مفتاح التميز:
المستقبل للمتميزين!! هذه هى صيحة شباب المستقبل. ونواحى التميز كثيرة، سواء فى المجال العلمى: شهادات التخصص، أو المجال المهنى: كفاءة العمل والإنتاج أو المجال المهارى: لغات وكمبيوتر، أو غير ذلك من نواحى تجعل أصحاب العمل فى حاجة إلى خبراتنا وإمكانياتنا . ولكن تميزا أخر فى غاية الأهمية هو الأمانة كن أمينأ إلى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة (رؤ 2 : 10 )
إن صاحب العمل الآن والمستهلك العادى وكل من هو في حاجة إلى مهنة وتخصص يحتاج أن يثق قبل كل شئ فى أمانتى... والأمانة كفتاح مضمون فى علاقات العمل، أو فى مشروع مشترك. وأبناء المسيح وبناته، يجب أن يكونوا دائمأ متميزين فى هذه النقطة.
بهذه المفاتيح، وبقوة الله، وبالجهد الأمين والمخلص، تنجح حياتنا فى كل زواياها: روحيأ وفكريا ونفسيا وجسديا واجتماعيا .