هي أساس أو عماد الحياة المسيحية، وقد أسسه الرب يسوع نفسه(مت 3 : 13 – 17)، وأكد علي ضرورته مع نيقوديموس معلم الناموس اليهودي (يو 3)، وسلمه لتلاميذه الأطهار( مت 28 : 18 – 19) والتلاميذ سلمته للكنيسة لتعمل عمل الملكوت علي الأرض وتكمله، فتلد أبناء للمسيح بالروح القدس الذي به يستطيعون أن يدخلوا ملكوت السموات وينضموا لحظيرة المسيح علي الأرض، وليملك المسيح علي قلوبهم فيستحقوا معاينة أسرار ملكوت الله .
ما هي المعمودية
+ الكلمة باليونانية "بابتزما" أي صبغة، والصباغة تكون بتغطيس الثوب وليس بالرش، فالثوب القديم حين يغمر في إناء المصبغة يخرج جديداً زاهياً وهذه هي فاعلية المعمودية.
+ دفن مع المسيح ثلاثة أيام بثلاث غطسات بإسم الآب والإبن والروح القدس، وقيامة معه، والمسيح مات مرة واحدة فقط (رو 6 : 4 : كو 2 : 12)، لذلك المعمودية مرة واحدة ولا تعاد، لأن بالمعمودية يكونوا ارتباطا دائما ووثيقا لا يفكه من المسيح إلا خطية إنكار المسيح إبن الله الذي تجسد وصلب ومات وقام من الأموات، "من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب و الابن ( 1يو 2 : 22 ).
+ الولادة الثانية "الحق الحق اقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله"( يو 3 : 3 )، لأن الولادة الأولي قد فسدت بالخطية، فالولادة الثانية غسل من الخطية، وتعود بنا لصورة الله التي خلق عليها آدم قبل الخطية. وكما أن الميلاد يكون مرة واحدة كذلك المعمودية مرة واحدة ولا تعاد (يو 3 : 5) وإنما سر الإفخارستيا أو التناول هو تجديد لها بإستمرار.
+ لذلك تجري المعمودية بالرب يسوع أي حسب وصيته، وبإسم الثالوث القدوس (مت 28 :19) فيغطس المعمد ثلاثة مرات، وهي سر وليست مجرد طقس أو تمثيل، لأنها اشتراك فعلي في الآم السيد المسيح الذي لم يكن في حاجة لا للمعمودية، ولا فيه خطية، وإنما قبل أن يعتمد من يوحنا المعمدان، وسلم نفسه لليهود والمحاكمة، ولم يعترض علي الإتهامات ولا دافع عن نفسه، ووافق علي جميع التهم الموجهة ضده، وكل الخطايا التي نسبت إليه،فحسب له أنه قبل وحمل خطايانا في جسده علي خشبة الصليب ليموت بمقتضاها. فنحن بهذا السر نأخذ لأنفسنا النصرة التي منحنا إياها كعطية مجانية، لأنه ما كان لنا سبيل لاقتنائها مهما قدمنا أو عملنا.
ثمار المعمودية في حياة المعمد
+ من آمن وأعتمد خلص (مر16 : 16)، فكما أبطل المسيح الخطية بموته، أُبطلت الخطية بالمعمودية.
+ غسل الخطايا بإسم الرب يسوع (أع 2 : 38 ، أع 22 : 16 )، لأن إنساننا العتيق قد صلب معه، هكذا صلب الإنسان العتيق في المعمودية ومات.
+ غفران و تبرير وقداسة (أف 5 : 7 )، فكما بعد الموت والدفن قام جسد المسيح بمجد الآب وبره ونحن فيه، هكذا في المعمودية نأخذ بعد شركة الدفن مع المسيح قوة قيامة بمجد الآب وبره، أي نقوم متبررين وبلا لوم (1كو 6 : 11)، لأننا عتقنا من سلطان إبليس، وحصلنا علي الميلاد الروحي لنعمة التبني (1يع 1 : 18 ) وصرنا باكورة خلائقه (1بط 3 :21)، وورثة (غل 3 : 27).
شروط المتقدم للعماد:
+ أن يؤمن بالرب يسوع كفادي ومخلص له، ولا خلاص بدونه (مر 16 : 16، أع 16 : 31).ويعترف بهذا الإيمان صراحة وعلانية، لذلك ينزع المعمد كافة ملابسه عنه، إشارة لترك كل خطاياه، وكان هناك تقليد قديم في الكنيسة الأولي بأن يضع ملابسه تحت قدميه، إشارة لوضع كل مقتنيات العالم تحت قدميه، ثم ينزل عريانا تحت الماء غاطسا ثلاث مرات علي إسم الثالوث القدوس وبمجرد خروجه من الماء يعطى ملابس جديدة بيضاء ليلبسها إشارة للإنسان الجديد، كما كان يقدم له قليل من شهد العسل، رمز لبداية تذوقه الحياة الأبدية.
+ أن يقدم توبة ويكون نادما علي خطاياه السابقة ( أع 2 : 28 ، 3 : 19)، وهذا ما يتمثل في جحد الشيطان .
هذا بالنسبة لكبار السن. أما الأطفال فيتم عمادهم علي إيمان والديهم، أو الأشابين، الذين ينطبق عليهم الشروط السابقة، ويتعهدوا أمام الكنيسة أن يعلموها لأبنائهم.
جحد الشيطان
يتجه المعمد أو الأشبين نحو الغرب "رمز الظلمة" ويعلن رفضه لإبليس، وكل أعماله، وعبادته .ثم يتجه نحو الشرق "رمز النور والحياة" ويتلو مبادئ إيمانه، معلناً إيمانه بالمسيح.
الأشبين:
كلمة أشبين كلمة سريانية الأصل، وتعني الحارس أو الوصي أو الكفيل. وهو إنسان مشهود له من الكنيسة بإيمانه المستقيم، ويتعهد أمام الكنيسة بتربية الطفل المعمد ( أو الشخص المعمد الذي مازال يحتاج لرعاية روحية في أول الطريق ) تربية مسيحية سليمة حتى سن الثانية عشر ( أو حالة الإيمان السليم ) ثم يسلمه لأب إعتراف حكيم ليتولى قيادته روحياً. كما عهد الله لحنانيا الرسول بتعليم شاول الطرسوسي، وبطرس الرسول بتعليم كرنيليوس القائد الروماني (أع 10).
الزيوت المستخدمة في طقس المعمودية
1 – الزيت الساذج ( العادي) أي غير مضاف إليه زيت أخر أو مواد أخري ، ويكون مثل زيت ليلة أبوغلامسيس أو زيت القنديل في سر مسحة المرضي ويدهن به الموعوظين عند عمادهم، كما تدهن به الأم في تحليل المرآة عند تمام 40 يوما عند ولادة الذكر، 80 يوما في حالة ولادة الأنثى.
2 – زيت الغاليلاون:ويعني باليونانية " زيت الفرح أو البهجة" وهو بقايا طبخ زيت الميرون ، ويدهن به المعمد عند ممارسة طقس جحد الشيطان.
3 – زيت الميرون وهو زيت مقدس يستخدم لسر التثبيت (المسحة المقدسة)، ويدهن به المعمد بعد التغطيس في جرن المعمودية.كما يسكب بضع قطرات ثلاث مرات مع ماء المعمودية، للتقديس .
البركات التي ينالها المعمد
+ الذي يولد من فوق هو وحده الذي يري ما فوق.
+ يولد ميلاداً جديداً، ويكتب أسمه في سفر الحياة، " المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" ( يو 3: 6 ) .
+ يخصص له الرب ملاكا حارسا، يرافقه و يرعاه، ويقوده في العالم، ويعينه وينق ذه في الخطر.
+ بما أن الإنسان مكون من نفس وجسد، وأحدهما طبيعة منظورة، والأخرى طبيعة غير منظورة، لهذا جُعل التطهير مضاعفا، أعني بالماء والروح القدس، فالأول للجسد المنظور، وأما الأخر فللنفس الغير منظورة. "القديس غريغوريوس الكبير".
+ المعمودية هي فدية المأسورين، وصفح عن الأوزار، وموت الخطية، وإعادة ولادة للنفس، وختم لا ينفك، ومركبة تؤدي إلي الملكوت، ومنحة التبني، "القديس باسيليوس ".
+ تبرير :قد اغتسلتم، بل تبررتم بإسم الرب يسوع، وبروح إلهنا (1كو 6 : 11).
+ يصير أبناء لله، فيستحق الميراث الأبدي، إذا ما صار حسب الوصية، "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لأجلي" ( غل 2 : 20 ).
+ يكون من حقه التمتع بممارسة أسرار الكنيسة، ووسائط النعمة الأخرى مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح.كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة.إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته ( أف 1 : 3 – 5 ).
+ أخذ التبني والتبرير وغفران الخطايا، والعتق من عقوبة الهلاك الأبدي.
+ يأخذ الإستناره الروحية ( رو 12 : 2 ؛ عب 6 : 4 – 6)، "إن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" ( غل 3 : 27 ).
+ بهذا السر ينفتح لنا باب الفردوس ، ويؤهلنا للملكوت، "إن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت" ( رو 8 : 2 ).
+ كاطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به ( 1بط 2 : 2 ).