romany المدير العام
عدد المساهمات : 5217 نقاط : 70760 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/06/2009 الموقع : منتدى قلب يسوع
| موضوع: قصه رااااائعه ثمن الصداقة الإثنين أبريل 12, 2010 1:59 am | |
| لا يوجد أحد ممن عاصروا حرب النكسة يستطيع أن يصف أو ينقل صورة حقيقية لحجم وفداحة الكارثة التي أصابت مصر في الخامس من يونيو عام 1967 ، سلاح الطيران كله تحطم قبل أن تصعد طائرة واحدة إلي السماء ، معظم شباب مصر استشهد قبل أن يطلق رصاصة واحدة ، ثم صدر قرار بالانسحاب ، واستدار الجيش كله يركض وسط رمال الصحراء في اتجاه الغرب سعيا وراء الفرار ،
ومن بين هؤلاء كان يركض الجندي مينا والحزن يملأ قلبه. وفجأة تذكر صديقه جرجس الذي ابتعد عن المسيح وسار وراء شهواته ومن يومها ابتعد جرجس عن مينا ، ولكن شاء القدر أن يقضوا فترة تجنيدهما معا في وسط هذه الكارثة ، وتذكر مينا إن صديقه جرجس هناك عند الممرات وأحس إنه يحتاج إليه ، وقرر مينا العودة إلي منطقة الممرات حتى يعود بصديقه.وصل مينا إلي منطقة الممرات عند غروب الشمس وهناك ألقى جسده على الرمال وأخذ يلهث من التعب ولكنه لن يتراجع أبدا ، لن يتخلى عن صديقه أبدا ، سيعود به للمسيح حتى لو دفع حياته ثمنا لذلك ، إنه ثمن الصداقة.وفجأة رأى جرجس وهو ملقى على الأرض ولكنه لا يستطيع الحركة بسبب كسر في رجله ، وكان لقاءا حارا بينهما.
- لماذا أنت هنا يا مينا ؟ - لقد أتيت لأعود بك يا صديقي جرجس ؟ - هل عدت من أجلي أنا !!نعم يا جرجس وسننجو معا ، هيا ضع يدك على كتفي حتى نعود. - لا يمكن يا مينا ، عد بدوني يا صديقي فلا فائدة مني. - اسمعني يا جرجس ، إنني لم أقطع كل هذه المسافة لكي أعود من غيرك ، لقد وعدته أن أعود بك. - من هو يا مينا الذي وعدته ؟ - لقد وعدت المسيح أن أعود بك يا جرجس ، لن أتركك تموت وأنت بعيدا عنه ، لن أدعك تذهب للجحيم ، لن أغفر لنفسي إذا مت وأنت في الخطية.
زلزلت هذه الكلمات قلب جرجس ، هل فعل صديقه كل هذا من أجله ، هل بلغت محبة صديقه له أكثر من محبته لنفسه ؟ ولكن إذا كان الإنسان يحبه هكذا ، فكم يحبه خالق الإنسان ، إذا كان مينا مستعد أن يبذل حياته لأجله ، فكم وكم ربنا يسوع المسيح الذي بذل حياته فعلا من أجله ؟
- إذا كتب لنا النجاة يا صديقي مينا ، فثق إن أول شئ سأفعله هو أني سأتوب وأتغير وأعود عن طرقي الرديئة ، فالذي فعلته معي لا يمكن أن أنساه
وابتدأت رحلة العودة حتى أصبحت القناة على مرمى البصر ، ولكن الموقف تبدل دفعة واحدة عندما وجدتهما فرقة إسرائيلية وأمطرتهما بالرصاص وأصبح من الواضح أن النهاية قريبة ولكن الله لا ينسانا ، فقد انهالت الرصاصات على الإسرائيليين من مجموعة من بدو سيناء ، واستطاع أحد البدو أن يوفر لمينا وجرجس قارب حتى يستطيعوا عبور القناة ويعودوا إلي الغرب. وفعلا ابتدأ الزورق يبتعد وأشرق الأمل في قلب مينا
- لقد نجحنا يا صديقي ، إن الله لم ينسانا يا جرجس....
ثم دوت تلك الرصاصة الغادرة وجحظت عينا مينا وصرخ جرجس
- صديقي مينا.....
ترنح مينا وارتسمت على شفتيه ابتسامة شاحبة
- لا تحزن يا جرجس ، لا تحزن يا صديقي ، لقد أكملت مهمتي ونجحت فيها ، كل ما أطلبه منك ألا تنسى وعدك وتعود لحضن المسيح وتتوب من قلبك وتنسى الخطية ، لا تجعل حياتي تضيع هباء وأرجع للمسيح يا...
وتراخى جسد مينا بين ذراعي صديقه جرجس.
مهلا لا داع لكل هذا الحزن ، فالقصة لم تنته بعد في زورق صغير في مياه قناة السويس ، بل انتهت في أحد المستشفيات عندما فتح مينا عينيه ورأى جرجس قدامه يبتسم قائلا
- الحمد لله على سلامتك يا بطل. - كيف نجونا ؟
قال الطبيب : عندما أصابتك الرصاصة في جانبك ، اخترقت الطحال وفقدت كمية كبيرة من دمائك وكنا نعاني من نقص في أكياس الدم ، لذا فقد أعطاك صديقك جرجس لترا كاملا من دمائه.قال مينا مذهولا
- كيف تفعل هذا وأنت تعاني من كل هذه الإصابات. - لا يهم ذلك يا صديقي ، المهم إنه يجري في عروقنا دم واحد ، ولا تنسى إن الذي فعلته هو ثمن الصداقة. الصديق الحقيقي هو الذي يفعل المستحيل ليعود بأصدقائه لحضن المسيح ، أما الصديق الذي يبعدني عن المسيح فهو ليس صديقي
| |
|
بارا1 عضو جديد
عدد المساهمات : 9 نقاط : 53551 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/03/2010
| موضوع: رد: قصه رااااائعه ثمن الصداقة الإثنين أبريل 12, 2010 10:20 pm | |
| اللللللللللللله حقيقى قصة فى منتهى الجمال والتضحية ربنا يعوض تعب محبتك ومنتظرين المزيد | |
|