بحدثت هذه القصة العجيبة عام 1979 فى إثيوبيا... ونحن نعلم أن الشعب الإثيوبى يدين معظمه بالديانة المسيحية الأرثوذكسية، والكنيسـة الأثيوبيـة الشقيقة هى بنت الكنيسة القبطية فى الإيمان... والإيمان فى إثيوبيا لا يزال حياً بالرغم من الفترة العصيبة التى حكم فيها الشيوعيون الملحدون بلاد الحبشة. كان الشعب متمسكاً بعقيدته من صوم وصلاة، وحضور للقداس يوم الأحد من كل أسبوع. وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة والاضطهاد الذى اثاره الرئيس الشيوعى منجستو على المسيحيين، فإنهم ظلوا متمسكين بإيمانهم، وقدموا لنا بطولات إيمانية عظيمة نحكى لكم إحداها... أحس منجستو أن سر قوة المؤمنين وصلابتهم يكمن فى مواظبتهم على حضور القداس بالكنيسة كل يوم أحد، فأصدر أمراً بمنع استخدام السيارات تماماً يوم الأحد فى كل أنحاء البلاد، لكى يمنع أكبر قدر من المسيحيين من الذهاب للكنائس.. ترى ما الذى حدث؟!
كانت النتيجة عكسية... لقد اشتعل الإيمان فى القلوب أمام هذا التحدى... ففى الخامسة صباحاً، كانت الشوارع قد امتلأت بالمؤمنين الذاهبين لكى يصلوا القداس فى الكنيسة، وصل بعضهم إلى أقرب كنيسة بعد أن ساروا مدى تتجاوز الثلاث ساعات... بل إن الذين كانوا غير
مواظبين على القداس ويعيشون فى الكسل؛ احسوا بالخطر يهدد إيمانهم، فكانوا أول من يستيقظون ويسيرون المسافات الطويلة من أجل حضور القداس والتناول... لقد كانت التجربة سبب يقظة وخلاص لكثيرين... أحبائى.. نحن الذين نجد أمامنا أبواب الكنائس مفتوحة كل يوم... كيف حالنا الآن...؟!
هل تقُدس يوم الرب لحضور القداس والصلاة والتناول؟
هل يوجد فى قلوبنا الاشتياق والجوع إلى المسيح عريسنا الحقيقى؟ وهل هذا الشوق فى نمو كل يوم؟!