فى يوم الجمعة الموافق 14 من نيسان عام 34 م حدثت احداث ,
وفى يوم الاحد 16 من نيسان عام 34 م حدثت احداث ,
هى النقيض تماما من تلك الحادثة قبل يومين اثنين فقط ..
لقد كان يوم الجمعة بالنسبة لتلاميذ السيد المسيح كئيبا , ومفاجئا ..
فها هم يسمعون الشعب يهتف بلا وعى " اصلبه .. اصلبه ..
" وها هو معلمهم العظيم .. صاحب المعجزات الذى بهر الجميع بتعاليمه ..
ها قد نجحت المؤامرة التى سبكت ضده بسرعة عجيبة ..
والتلميذ الخائن الذى باع سيده مقابل 30 من الفضة ..
والاهانات والآستهزاء اللذان يتعرض لهما السيد ,
اللطم والبصاق , الام الشوك , الجلد , ثم اخيرا تسميره على الصليب ..
فى هذا اليوم - الجمعة - تبددت الخراف ..
هرب التلاميذ وانطبق عليهم قول الكتاب
" اضرب الراعى فتتبدد خراف الرعية
- مت 26 : 31 ... زك 13 : 7 ..
وفى هذا اليوم ملك اعداء المسيح الموقف من كل ناحية ..
وظن الشر انه انتصر ..
وتحقق قول السيد له المجد
" هذه ساعتكم وسلطان الظلام - لو 22 : 24 " ..
واطمأنوا تماما ان المسيح قد انتهى ,
وانتهى بنهاية سيئة
" احصى مع اثمة - اش 53 : 12 " ..
وتشتت كل من تبعوه ..
هكذا كان يوم الجمعة مؤلما , ساده الظلم ,
وانتشرت فيه الخيانة , وانتصر الحسد والشر ..
ووجد التلاميذ معلمهم الذى كانوا ينتسبون اليه فى القبر ..
ما افظع هذا ..
وفى يوم الاحد حدث امر غير كل الاحداث ,
بل قلبها رأسا على عقب ,
وهز الكيان اليهودى كله , قيادة وشعبا ..
ان القيامة .....
التى منحت تلاميذه قوة ان يشهدوا بهذه القيامة ..
لقد حدثت القيامة فى فجر الاحد ,
حدثت على الرغم من وجود الحراس , والحجر الكبير , والاختام , والحرص الشديد على ضبط القبر ...
وكان اول شاهد على القيامة هو القبر الفارغ نفسه ..
كان والاكفان المرتبة مع المنديل دليلا ماديا على القيامة ..
دليلا لم يستطع رؤساء الكهنة بكافة الطرق ان يطمسوا حقيقته
وذهبت كل محاولاتهم وادعاءاتهم ادراج الرياح .....
لقد كانت القيامة حبا وقوة ,
ظهر بعد القيامة لمريم المجدلية , ولسمعان بطرس , ولتلميذى عمواس , وللعشرة التلاميذ فى غياب توما ,
ثم ظهر لهم ومعهم توما واراهم جروحه ,
ثم ظهر لسبعة من تلاميذه عند بحيرة طبرية ,
وظهر ليعقوب ولاكثر من 500 اخ
اراهم نفسه حيا ببراهين كثيرة ,
وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله
" أع 1 : 3 " ...
قوة القيامة
-----------
كانت القيامة اشد وقعا على اليهود وبخاصة قياداته , فقالوا عن القيامة :
ان هذه الضلالة الاخيرة ستكون اقوى من الضلاله الاولى التى هى كرازة السيد المسيح قبل صلبه .......
اذن فما هى مظاهر القوة فى القيامة ...
فما هى مظاهر القوة فى القيامة ؟؟؟
--------------------------------------------
1- خروج السيد من القبر وهو مغلق
وهذا لم يكن غريبا عليه فقد خرج ايضا من بطن العذراء وبتوليتها مختومة ..
2- قيام المسيح بذاته ولم يقمه احد
فكل الذين قاموا من قبل اقامهم غيرهم ..
فأبن ارملة صرفة صيدا اقامه ايليا .. وابن الشونمية اقامه اليشع النبى ,
وابنة يايرس وابن ارملة نايين ولعازر اقامهم المسيح ..
اما المسيح فقام بذاته لان فيه الحياة ومنه الحياة فأين يمسكه الموت ..
3- قام المسيح رغم الحراسة المشددة
فبرغم الحراسة المشددة , وضبط القبر , والاختام , والحجر الكبير ...
اى ببساطة بذلت قوى العالم كل جهدها , وكان المسيح اقوى منها , اقوى من كل العوائق , كانت قوته فى القبر اعظم من كل القوى التى خارجه ..
لذا قال القديس بولس
" لاعرفه وقوة قيامته - فى 3 : 10 ..
لقد ترك القبر , ثم جاء الملاك بعد ذلك ودحرج الحجر ليعلن عن القيامة التى كانت قد تمت بالفعل ....
4- مظاهر قوته بعد القيامة
اذ رأه تلاميذه فى ظهورات متعددة , ودخل اليهم والابواب مغلقة , وتحويله التلاميذ الضعفاء الخائفين الى ابطال الكرازة , وصعوده الى السماء وجلوسه عن يمين الاب ..
5- اثبتت القيامة
اثبتت القيامة ان صمت المسيح اثناء محاكمته لم يكن عن ضعف , وانه كان اقوى من الموت ...
6- لقد حطمت القيامة كل هرطقات رؤساء الكهنة والصدوقيين
فأما رؤساء الكهنة فقد انكشف كذبهم امام الشعب وثبت انهم صلبوا السيد بلا اساس من الكتب بل ثبتت جريمتهم .. واما الصدوقيون الذين ينادون بأنه لا قيامة من الاموات فأين زعمهم الان ؟ ...
وختاما لهذا الموضوع
فأنه فيما بين الموت والقيامة
كانت هناك قوة استطاع بها السيد ان ينزل الى اقسام الارض السفلى ,
ويسبى سبيا ويعطى الناس عطايا الفداء ..