منتديات قلب يسوع المسيحية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة منتديات قلب يسوع المسيحية
منتديات قلب يسوع المسيحية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة منتديات قلب يسوع المسيحية
منتديات قلب يسوع المسيحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قلب يسوع المسيحية

منتديات قلب يسوع لكل المسيحيين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الامل
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الامل


انثى عدد المساهمات : 611
نقاط : 50382
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 31

قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى Empty
مُساهمةموضوع: قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى   قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:02 am

مجنون ليلى
سنعرف بهذا الشاعر المجنون العاشق المحب المغرم لحد الجنون ..
هو قيس بن الملوح من بني عامر ..
.يسميه العرب الناطق الرسمي بأسم الحب ..
وهذا بعض اسطر من قصيدته الطويلة بليلى العامرية ..

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
------------يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا
ألا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
----------على شَجَني، وابْكِينَ مِثْلَ بُكائِيا
يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ
-----------فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا
تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
--------------غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا
وهو يكتب الشعر منذ صغره ولكنه لم يكن يفصح للناس لكي لا يكذبوه و كان يعشق ليلى أيضا منذ صغره كما قال :
عشقتك ياليلى وأنت صغيرة
-------------وأنا أبن سبع مابلغت الثمانيا

عرف ابوها باشعاره فحرم عليه رؤية ليلى او الاقتراب من مضاربها واجتهد ليزوجها ويرتاح من عار اشعار قيس فيها.
وقد عاش قيس بقية حياتة مطروداً من مضارب بني عامر وكان وحيداً يسكن الصحراء مجنوناً هائما في حبه ..
لـ ليلى
أما عن قصة وفاته .. فهي أحزن من كل شيء ..وهذه هي كما رواها أحدى شيوخ بني مره :

يقول الرواة أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس . يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامريه أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا :
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس .. ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه .

ولكن مات قيس ولكن أخباره لم تمت وهذه بعض منها :

عندما أخذه والده إلى الكعبه لعله يشفى من حب ليلى :
روي أن اليوم الذي حصل فيه اليقين، وقع في ثلثاءٍ يوافق العشرين من ذي الحجة في عامٍ صادفت وقفته يوم جمعة، فاجتمع يومها من الخلق ما لم يجتمع في حج من قبل وهو حج جفل منه قيس عندما أخذه والده إلى الكعبة بنصيحةٍ من الناس لعل الله يشفيه من ليلى قيل فلما طلب منه والده أن يتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله الفرج، وقف قيس في نهدةٍ من الأرض صارخاً في البيت وأهله (اللهم زدني لليلى حباً وبها كلفاً ولا تنسني ذكرها أبداً ولا تشغلني عنها)
فبوغت أبوه، والتفتت إليه الجموع مستغربةً مستنفرةً، فمثل هذا دعاء لم يعهدوه ولم يسمعوا بمثله في هذا الموقف، فاستكبره جمهور رأى فيه بوحاً لا يليق واستهتاراً لا يسكت عنه، فشخصوا حول قيسٍ وتناهبوه، وهو يردد الدعاء ذاته، لا يغير فيه إذا لم يزد وأبوه يذود عنه مسترحماً معتذراً متعذراً بجنونٍ ألم بولده لفرط العشق لكنهم لايسمعون إليه، حتى أوشكوا عليه وفيما هو محمول يخرجونه من الحرم، ينقذونه ودمه يغسل الطريق، كان يردد بصوتٍ واهنٍ، لا يكاد يسمع : (ها أنت سمعت ها أنت رأيت)

ولما رجع قيس إلى قومه، شاع ما فعله في البيت، فوصل الخبر إلى ليلى، وشاقها أن تجتمع به، فأرسلت تدعوه، فطار إليها يريد أن يصدق وعندما دخل عليها كان محتقنا

أول من ذكر كلمة الحب ..قيس ؟؟؟..
هاج به الشوق ذات ليلٍ، فخرج ميمماً دارها، مثل ذئبٍ يتبع عطر قرينته، يجد في السعي ويلهج باسمها ويتهدج بآخر ما قاله فيها من الشعر، يتلو صلاةً كمن يقصد الفجر قبل أوانه، وأخذ يطوف حول خبائها حتى استفرد بكوةٍ تفتحها له كلما جنت إليه، فدفع خرقة الكوة وكانت ذراعاها في لهفة، وهمس لها أن تقول له الكلام ارتعشت أعضاؤها تنثر كبداً فراها العشق وصعد منها الزفير الأعظم امتدت له كالجسر، وسمع في جسدها غرغرة زجاجةٍ تمنح ماءها، فكان لها الإناء تسكب ويشرب، وكلما قال لها زيدي تزيد وعرقها يتفصد والخباء تنداح أستاره وأسنحته مثل ريحٍ وهو يقول زيدي فتزيد والعرق بينهما ينضح وأوتاد الخباء تتأرجح مثل إعصارٍ يتشبث بالمزق لئلا تنهار وهو في حال الإناء يفيض ويستفيض والزبد يجلل أعطافهما فتصيبهما الإنتحابة فتكون قالت له الكلام كله وقد سمعه ويكون نال متعةً يغتر بها العاشق وتاجاً تتيه به الملوك ثم قالت له : (وأنت، ما تقول في هذا الليل الذي يطول ) فقال لها (الحب)
وكان أول عاشقٍ يكتشف هذه الكلمة، وقيل اخترعها، وذهبت في لغة العرب دالةً على وصف ما لايوصف من خوالج الناس، ولم يدركوا كلمةً بعدها على هذا القدر من الجمال أما ليلى فإنها بعد أن سمعت الكلمة أغمي عليها، ولم تفق حتى يومنا هذا ويروى أن اسمها امتزج بليل المحبين الذي يطول فتتأجج فيه شهوة العشاق ويتفجر جنونهم، وقيل إنه ليل لا نهاية له فذهبت ليلى مثلاً أكثر مما ذهب قيس .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامل
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الامل


انثى عدد المساهمات : 611
نقاط : 50382
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 31

قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى   قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:07 am

ويشكو اليها وجده ولهيبه وصبابته فيقول 0
يميل بي الهوى في أرض ليلي --------------- فأشكوها غرامي والتهابي
وأمطر في التراب سحاب جفني -------------- وقلبي في هجوم واكتئاب
واشكو للديار عظيم وجدى -------------------- ودمعي في انهمال وانسياب
اصور صورة في الترب منها --------------------- كأن الترب مستمع خطابي
كأني عندها أشكو اليها ------------------------ مصابي والحديث الي التراب
أصور صورة في الترب منها --------------------- وأبكي ان قلبي في عذاب
وأشكو هجرها منها اليها -----------------------شكاية مذنب عظم المصاب
وأشكو مالقيت وكل وجد -----------------------غراما بالشكاية للتراب
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
ويقول أيضا 0
اذا نظرت نحوى تكلم طرفها -------------------- وجاوبها طرفي ونحن سكوت
فواحدة منها تبشر باللقاء ----------------------- وأخرى لها نفسي تكاد تموت
اذا مت خوف اليأس أحياني الرجا --------------- فكم مرة قد مت ثم حييت
ولو أحدقوا بي الأنس والجن كلهم ------------- لكي يمنعوني أن أجيك لجيت
الا يانسيم الريح حكمك جائر ------------------- عليّ اذا أرضيتني ورضيت
الا يانسيم الريح لو أن واحدا -------------------- من الناس يبليه الهوى لبليت
ولو خلط السم الزعاف بريقها ------------------- تمصصت منه نهلة ورويت
-


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامل
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الامل


انثى عدد المساهمات : 611
نقاط : 50382
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 31

قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى   قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:27 am

من العادات القبلية السائدة تحريم زواج الفتاة بمن سبق له وصرَّحَ بحبه لها على الملأ، فعُرِفَ بها وعرفتْ به، وذلك حفاظاً على شرفها، ونفياً لكل علاقة يمكن أن تكون بين العاشقين. فيُزّوِّجها أهلها من غيره، تأكيداً منهم بأن ابنتهم شريفةٌ طاهرةٌ، وصاحبها مدَّعٍ كاذبٌ وأنها تحتفظ بأعزِّ ما تملكه فتاةٌ ، طهرها في بكارتها، لزوج المستقبل. ولو أنهم زوَّجوها بمن أحبَّته وأحبها وتغزَّلَ بها لكان ذلك منهم اعترافاً ضمنياً بأنهم يسترون عارَهم، وفي ذلك تصديقاً لما قاله العذَّالُ والوُشاةُ.

ويقصُّ أبو الفرج في كتابه الأغاني: "إنَّ أبا المجنون وأمَّه ورجالَ عشيرته اجتمعوا إلى أبي ليلى، فوعظوه وناشدوه الله والرَّحِمَ وقالوا له: "إنَّ هذا الرجل لهالكٌ، وقبل ذلك ففي أقبح من الهلاك بذهاب عقله، وإنك فاجعٌ به أباه وأهله، فنشدناك الله والرحم أن تفعل ذلك، فوالله ما هي أشرف منه، ولا لك مثل مال أبيه، وقد حكَّمَكَ في المهر، وإنْ شئتَ أن يخلعَ نفسه إليك من ماله فعل، فأبى وحلف بالله وبطلاق أُمِّها، إنه لا يزوِّجُهُ إياها أبداً. وقال: أَفضح نفسي وعشيرتي وآتي ما لم يأتِهِ أحدٌ من العرب، وأسِمُ ابنتي بميسمِ فضيحة!

وما كادوا ينصرفون حتى زَوَّجَهَا لرجل موسرٍ من ثقيف كان قد تقدَّمَ لخطبتها، إسمه ورد بن محمد، رغماً عنها، درءاً للفضيحة، وإعلاناً للملأ بأن ابنته شريفةٌ طاهرةٌ ، تحتفظ بأعزِّ ما تملكه فتاةٌ لزوج المستقبل.

وصل الخبرُ قيساً فذهب ما بقي من عقله، وجُنَّ جُنُونُه، وهام على وجهه يشكو همَّه وهيامَه للصحراء بما فيها من غزلانٍ وظباءٍ، وهديل الحمام على الأيك يذكّره بجراحه، وأسراب القطا تحمل سلامه والقمر الساهر ملتقى عيون الحبيبين.



شكوتُ إلى سرب القطا إذ مررن بي *** فقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل من معير جناحه *** لعلي إلى من قد هويتُ أطيرُ
فجاوبنني من فوق غصن أراكةٍ *** ألا كلنا يا مُستعيرُ مُعيرُ
وأي قطاةٍ لم تعركَ جناحها *** فعاشت بِضُرٍّ والجناحُ كسير
وإلا فمن هذا يؤدي رسالة *** فأشكره إن المحب شكور
إلى الله أشكو صبوتي بعد كربتي *** ونيران شوقي ما بهن فُتُورُ
فإني لقاسي القلب إن كنت صابراً *** غداة غدٍ فيمن يسيرُ تسيرُ
فإن لم أمت غماً وهماً وكُربةً *** يعاودني بعد الزفير زفيرُ

إذا جاءني منها الكتابُ بعينه *** خلوتُ ببيتي حيث كنت من الأرض
فأبكي لنفسي رحمة من جفائها *** ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإني لأهواها مسيئاً ومحسناً *** وأقضي على نفسي لها بالذي تقضي
فحتى متى رَوْحُ الرضا لا ينالني *** وحتى متى أيام سخطكِ لا تمضي




لقد هتفت في جُنح ليلٍ حمامةٌ *** على فَنَنٍ وهناً وإني لنائمُ
فقلتُ اعتذاراً عند ذاك وإنني *** لنفسي فيما قد أتيتُ للائم
أأزعمُ أني عاشقٌ ذو صبابة *** بليلى ولا أبكي وتبكي البهائم
كذبتُ وبيت الله لو كنت عاشقاً *** لما سبقتني بالبكاء الحمائم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامل
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الامل


انثى عدد المساهمات : 611
نقاط : 50382
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 31

قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى   قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:28 am

كما روى شيئاً من خبره لمن جاءه متسائلاً عما يشعر به في حضرة ليلى إذا ما التقاها، وكان ذلك قبل أن يذهب عقله ويهيم على وجهه . قال: " طَرَقَنا ذات ليلة أضياف، ولم يكن عندنا لهم أَدْمٌ، فبعثني أبي إلى منزل أبي ليلى وقال لي: أُطلب لنا منه أَدْماً. فأتيته ، فوقفت على خِبائه فصِحتُ به: فقال: ما تشاء؟ قلت: طرقنا ضيفان ولا أَدْمَ عندنا لهم، فأرسلني أبي نطلب منك أدماً. فقال: يا ليلى، أخرجي إليه، فاملئي له إناءه من السمن، فجعلت تصب السمن في إنائي ونحن نتحدث، فألهانا الحديث حتى امتلأ الإناء وسال حتى استنقعت أرجلُنا بالسَّمن". وأتيتهم في ليلة ثانية أطلب ناراً، وأنا مُتلفِّعٌ بِبُرْدٍ لي، فأخرجت لي ناراً في عُطبةٍ (خرقة تُؤْخذ بها النار) فأعطتنيها ووقفنا نتحدث، فلما احترقت خَرَقْتُ من بُردي خِرْقَةً وجعلتُ النار فيها، فكلما احترقتُ خرقتُ أخرى وأذكيتُ بها النار حتى لم يبق عليَّ من البُردِ إلا ما وارى عورتي، وما أعقل ما أصنع".

ولطالما كانت ليلى تَعِده بزيارة، ويلبث منتظراً متشوقاً على أمل لقاءٍ لا يتحقق فيرسل إليها المراسيل، وهي تعد وتُسوِّفُ. فأتى الحي يوماً قربَ منزلها وجلس إلى نسوة من أهلها، وأخذ يُنشدهُنَّ آخر ما نظم من شعر. ولما انتهى تضاحكنَ متهامساتٍ. فاستحيتْ ليلى وَرَقَّتْ لحاله حتى بكتْ. فقلنْ له: ما الذي دعاكَ إلى أن أحللتَ بنفسك ما ترى في هوى ليلى، وإنما هي امرأة من النساء؟ وهل لك في أن تصرف هواك عنها إلى إحدانا فنجزيك بهواك، ويرجع إليك ما ضاع من عقلك، ويصح جسمك؟ فقال: لات ساعة ندامةٍ لو استطعتُ لعشتُ مستريحاً. فقلنَ له: ما أعجبك منها؟ فقال:


هي البدرُ حسناً والنساءُ كواكبٌ /// فشتَّانَ ما بين البدر والكواكبِ

ولما اشتد عليه المرض، وعاف الطعام والشراب، وعاش مستوحشاً، صعب أمره على قلب أمه فذهبت إلى ليلى ترجوها أن تلقاه ولو مرة، عله يتوب إلى نفسه ويعود عليه عقله. فأتته ليلاً في غفلة من أهلها فقالت له وكانت شاعرة مُقلَّة:


أُخبرتُ أنك من أجلي جُنِنْتَ وقد /// فارقتَ أهلكَ لمْ تعقِلْ ولم تَفِقِ

فأنشدها:


قالتْ جُننتَ على رأسي فقلتُ لها /// أَلحبُ أعظمُ مما بالمجانين
الحب ليس يفيقُ الدهرَ صاحبهُ /// وإنما يُصرعُ المجنون في الحين
لو تعلمين إذا ما غبتِ ما سَقَمي /// وكيف تسهرُ عيني لم تلوميني


فبكت معه وتحدثا طويلاً ثم ودَّعته وكان آخر عهده بها.
ثم مرت الأيام وانصرمت، وتشاءُ الصدف أن يلتقي قيس حيَّ ليلى راحلاً، فعرفه وأخذ يتفحص الوجوه بحثاً عن ليلى حتى وقع عليها نظره، وتلاقت العيون فعرفته فخرَّ مغشياً عليه، فرقَّتْ لحاله وأرسلت أَمَّةً لها لتُبلغَهُ سلامها، وتقول له: لقد عزَّ عليَّ ما أنت فيه، ولو وجدتُ سبيلاً إلى شفاءِ دائكَ لوَقَيْتُكَ بنفسي منه. فأفاقَ وجلسَ وقال لها: أبلغيها عني السلامَ وقولي لها: هيهات! إن دائي أنت، وإن حياتي ووقائي لفي يديكِ، ولقد وكَّلتِ بي شقاءً لازماً ، وبلاءً طويلاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامل
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الامل


انثى عدد المساهمات : 611
نقاط : 50382
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 31

قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى   قصة  قيس بن الملوح مع  حبيبته ليلى I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:30 am


وكان مروان بن الحكم قد ولَّى عمر بن عبد الرحمن بن عوف صدقات بني كعب وقشير، وجعده، والحُريش، وحبيب، وعبد الله، فأتاه قيسُ، قبل أن يستفحل أمره، ورجاه أن يخرج معه قائلاً: أكون معك في هذا الجمع غداً، فأُرَى في أصحابك، وأتَجَمَّلُ في عشيرتي بك، وأفخر بقربكِ. فوافقه عمرُ لولا أن جاءه من يقول له من رهطِ ليلى: "إنه لا يريد التجمُّلَ به، وإنما يريد أن يدخل عليهم بيوتهم، ويفضحهم في امرأة منهم يهواها، وأن السلطان قد أهدر دمه إن دخل عليهم. فأعرض عنه ابن عوف وأمر له بقلائص، فردها عليه.

وبعد سنة تولّى الصدقات مكان عمر بن عبد الرحمن، نوفل بن مساحقٍ فلقي قيساً بلعب بالتراب وهو عريان، فقال لأحدهم: خذْ هذا الثوبَ وألقِه على ذلك الرجل. فقال له: أَتعرفُه، جُعِلتُ فداك؟ قال: لا. قال: هذا ابن سيِّدِ الحيِّ، لا والله لا يلبس الثياب، ولا يزيد على ما تراه يفعله الآن. وإذا طُرِحَ عن أمره. فاقترب منه وأخذ يحدِّثه عن ليلى فأفاق وأخذ ينشده شعره فيها، فعرض عليه نوفل أن يذهب به ويتوسط له عند أبي ليلى وأهلها، فيخطبها له. فعاد إليه رشده وأسرع إلى الثياب فلبسها وراح معه كأصحِّ ما يكون. فبلغ ذلك رهطَ ليلى، فتلقَّوْهُ بالسلاح وقالوا له: ما سبق وقالوا لعمر بن عبد الرحمن بن عوف. وأصروا على موقفهم منه رافضين كل عطاء ابن مساحق.

فعاد قيساً كسيراً مرذولاً إلى الفلاة ليعانق أطباءَها لما رأى في عيونها من شبه بعيون ليلى:


رأيتُ غزالاً يرتقي وسطَ روضةٍ /// فقلتُ : أرى ليلى تراءتْ لنا ظُهرا

ألا يا شِبهَ ليلى لا تُراعي /// ولا تَنْسلَّ عن وردِ التلاعِ

راحوا يصيدون الظباءَ وإنني /// لأرى تَصَيُّدها عليَّ حراما

أَشْبَهْنَ منكَ سوالفاً ومدامعاً /// فأرى عليَّ لها بذاكَ ذِماما


ولما بلغ قيساً خبرُ زواج ليلى من ورد بن محمد جُنَّ جنونه، فنصح أهل الحي أباه أن يذهب به إلى مكة حاجّاً، ليطوف حول الكعبة ويدعو الله له بالشفاء. وأثناء الطواف طلب من أبوه أن يتمسك بستار الكعبة ويسأل الله البرءَ والشفاءَ من حب ليلى. فما كان منه إلا أن تعلَّقَ بأستار الكعبة ورفعَ صوته بالدعاء:

اللهم ! زدْني لليلى حبّاً ، وبها كَلَفاً ولا تُنْسِني ذكرها أبداً . فيئس منه أبوه وعاد به.

إلتقى المجنون بزوج ليلى جالساً امام خبائه، فوقف وأنشده من قلبٍ محبٍّ تأكله الغيرة:


بربِّكَ هل ضممتَ إليكَ ليلى /// قُبَيْلَ الصُّبحِ أو قَبَّلْتَ فاها

فقال الزوجُ: إذا حلَّفْتَني فنعم، ليزيده ألماً وحسرةً ونكايةً. فما كان من قيسٍ إلا أن قبض على جمرتين بكلتا يديه وما فارقهما حتى سقط مغشياً عليه.
وظلَّ قيسٌ على حاله هذه هائماً على وجهه، متفرداً في حبه، آنساً لرُؤية الظباءِ حتى وجدوه ميتاً مرمياً بين الحجارة، فانتشلوه وغسَّلوه ودفنوه.

وهكذا انتهت معه قصّةُ حبٍّ عفيف طاهرٍ، قستْ عليه عاداتٌ قبليّةٌ حَرَمَتْ قلبين من أن يعيشا في كنف الحبِّ وطهرهِ. ولكن الشاعر المجنون خلَّده جنونه، وخلَّد شعره اسم ليلى حتى أصبح الإسم الأَحَبَّ لكل عاشقٍ شاعرٍ يتغنَّى بليلاه، "وكُلٌّ على ليلاه يُغنّي".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قيس بن الملوح مع حبيبته ليلى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قلب يسوع المسيحية :: المكتبه :: قسم الادب والشعر :: القصائد و الاشعار لشعرائنا العظماء-
انتقل الى: