دثريني ايتها الحروف

دثريني ايتها الحروف

بددي همي

عانقي المي

وكوني لي وطنا يحضن رفات احلامي الباقيه

كوني لي املا يبقيني في قلب الحياة

فقد تعبت

تعبت في البحث عن ذاتي حتى تكاد تفرغ من

الحبر دواتي

فلماذا؟؟

لماذا لا تتجرد الارواح من كل زيف هذه الدنيا

واسماء اليقين

لماذا نبحر في قلب المجهول ونحن نعلم ان

موجه العاتي سيغرقنا

وان عنفوانه سيبتلعنا الى قلب كهف المنفى

اللعين

يا له من هذيان

ويا لها من مرارة سكبت على أسفاري

حتى غدا طعم الحياة كحنظلٍ

ورائحة الضياع في عمق احتضاري

لماذا يعتقد الجميع غباء حكايتي

هل لهفة منهم لهد جداري

ام انه نهج وبات حقيقة

يؤكد زيف وجودهم بعمق قراري

اهوى الحياة وكل حقيقة

لكنها مصدومة بها اشعاري

ومريضة كل النوايا في الخفا

حاكت مكائدها على نول افتخاري

وتوددت للحرف ترجوا ظله

وبكل براعة باعت علو دياري

لكن بعد الليل ياتي فجرنا

وينجلي معه طوق الظلام بداري

لو اجتمعت كل حروف الدنيا في هذه اللحظه
ولو تكاتفت كل لغات العالم لدعمي
لما استطعت ان اترجم ذلك الاحساس الذي يسكنني منذ الامس
فشعوري به كئيب
وعيشي ابدا لا يطيب
فلم اعتد على ان اكون محل اتهام
ولا ان احيك مكائدا للانام
فالله ربي والمسيح ديني
ونهجي ثابت في عمق يقيني
منذ الامس وانا اشتاق لذلك المطر
اشتاق للسير في الطرقات هائم على وجهي
احاكي كل اسرار القوة والضعف اللذان يجتمعان في داخلي دائما كضدان
واسائل روحي واحاكمها
فهل انا هكذا
هل حقا كنت بهذا الاجحاف وهذه القسوه
اما انها هي حروفي التي تحكم علي دائما بالاعدام من قبل الولادة

لن ادخلها تلك القاعة مجددا
فلقد نزفت بها الكثير من دماء قلمي
حتى اختنقت الارجاء
وباتت رائحة الموت تعبق بالمكان
وتبعث فيه ايحاءات صماء
فالاولى بي ان اضمد جرحي
واتابع مسيرة البحث عن حروفي التي ضاعت في عمق هذياني